المؤتفِكة هي قُرى قوم لوط التي نزل بها العذاب بعد أنْ تمادت في عصيانها لله جلَّ وعلا، والآيةُ جاءت في سياق التعداد لنماذج من الأمم الغابرة التي عُوقبت بالاستئصال الشامل،...
المشهور -ظاهرًا- بين المفسِّرين أنَّ أصحاب الرقيم هم أنفسهم أصحاب الكهف وإنَّما جاء توصيفهم بأصحاب الرقيم لغرض الزيادة في التعريف بهوية أصحاب الكهف، تمامًا كما يُقال أصحاب الكساء وآية التطهير،...
الجُبُّ هو البئر، غايتُه أنَّ البئر تارةً تكون مطويَّة وهذه لا تُسمَّى جُبًّا، وأُخرى لا تكون مطويَّة وهي التي تُسمَّى بالجُب، فالجبُّ هو البئر غير المطويَّة أي غير المبنيَّة، ومنشأ...
التفضيل الوارد في الآيات المُشار إليها لم يكن من جهة تميُّزهم بكمالاتٍ ذاتية اختصُّوا بها دون غيرهم أو بمزيد علاقةٍ بالله تعالى وبدينه، ولم يكن من جهة دورهم في الهداية...
يظهر من كلمات الكثير من المفسِّرين أنَّ اليأس والقنوط في الآية بمعنًى واحد والجمع بينهما إنَّما جاء لإفادة المبالغة في التوكيد، فالآية قد اشتملتْ على أسلوبين للتوكيد:
ليس الأمر كما فهمتُم من الآية الشريفة، فإنَّ الواضح من آيات القرآن الكريم أنَّ الله تعالى لا يُؤاخذ البريء بجريرة المُسيء أيًّا كانت صلته به، وأنَّ كلَّ نفسٍ لها ما...
جَناحُ الإنسان يدُه وإطلاق الجناح عليها من التشبيه بجناحي الطائر حيث هما بمثابة اليدين للإنسان، ومعنى الرهب هو الخوف.
اختلف المفسِّرون في معنى الآية وفي مرجع الضمير من قوله: ﴿مِنْ لِقَائِهِ﴾ فذهب عددٌ منهم إلى أنَّ الضمير يرجعُ إلى موسى (ع) فيكون معنى الآية فلا تكنْ في مريةٍ وشكٍّ...
وخلاصة القول: إنَّ الآيات الثلاث لا تدلُّ على الخلود الأبدي للأصناف الثلاثة من المؤمنين وبذلك فهي لا تُنافي ما دلَّ على عدم الخلود الأبدي لمرتكبي الكبائر من المؤمنين، نعم البناء...
فالجواب هو أنَّه لمَّا كانت في مقام الدفع لمَن تمثَّل لها بشرًا سويَّا ونفي التهمة كان المناسب التفصيل وسدَّ باب الاحتمال، أو أنَّه لمَّا كانت في مقام استيعاب وفهم الخبر...
الهداية تارةً تكون بنحو الإراءة للطريق المفضي للمقصد، وتارةً تكون بنحو الأخذ باليد والإيصال للمقصد، فحين يسألك إنسانٌ عن دار زيد، فتارةً تُشير إلى الطريق المؤدِّي لدار زيد وتُبيِّنُ لهذا...
ليس المراد من الزيادة أنَّه لا معنى لها ولا فائدة من إيرادها بل المراد من الزيادة هنا هو أنَّ المعنى الجوهري للجملة يتمُّ بدونها، فالمعنى لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾(1)...
فالإلحاد في مختلف استعمالاته وبجميع صِيغه يعني الميل، ومن ذلك يتَّضح منشأ استعمال كلمة المُلتحَد في الملجأ والموئل والملاذ والمعدَل، لأنَّ اللجوء يستلزم الميل والعدول إلى الجهة التي يكون فيها...
معنى: ﴿لَا جَرَمَ﴾ في تمام موارد استعمال القرآن لهذه الكلمة قريب من معنى لابدَّ ولا شكَّ ولا محالة، فمفاد قوله تعالى: ﴿لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾ هو أنَّه لا شك،...
وعليه فمعنى: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ﴾ هو أنَّه لا تستولي عليه عوامل النعاس فيقع تحت تأثيرها المقتضي للشعور بالخمول المنتج عادة لمستوىً من الذهول والغفلة، ولو اقتصرنا على ذلك لم يكن...
أمَّا دعوى أنَّ الله تعالى لم يستعمل كلمة القبور في مقام الإخبار عن بعث الموتى يوم القيامة فلا تصح، فإنَّ القرآنُ الكريم قد استعمل في العديد من الآيات كلمة القبور...
إنَّ المدلول لمادَّة ضرب بمختلف اشتقاقاتها بحسب الأصل هو طرق شيءٍ بشيء أو "إيقاع شيء على شيء" كما في مفردات الراغب، ومن ذلك "ضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْبًا: دَقَّه حتى رَسَب...
الآية الشريفة بصدد توصيف الحالة التي عليها الكفَّار الذين بُعث إليهم النبيُّ الكريم (ص) وهي في ذات الوقت تكشفُ عن المنشأ الذي يدفعُهم للكفر والجحود، فليس المنشأ لكفرهم هو عدمُ...
ذكر القرآن الكريم اسم جهنم في أكثر من سبعين موردا، والظاهر أن المأنوس في الأذهان أن جهنم اسم ثان للنار التي توعد الله تعالى بها الكافرين والعصاة يوم القيامة، فهي...
وخلاصة القول: إن الرواية الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) إذا كانت واجدة لشرائط الحجية وكانت متصدية لتفسير آية وكان مفادها مناف لما يقتضيه الظهور الأولي للآية فإن المتعين...
التوفِّي لا يعني الموت دائمًا في استعمال القرآن الكريم، ولذلك قال اللهُ تعالى في سورة المائدة: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾ فالتوفِّي في هذه الآية استُعمل بمعنى...
المراد من اليوم هو الوقت والآن، فهو تعالى له تدبيرٌ في الوجود والكون -بمختلف تفاصيله وأجزائه- في كلِّ آنٍ ووقت، فكلُّ مَن في السماوات والأرض يسألُه، أي كلُّ مَن فيهماشأنُه...
المقصود مِن التي ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ هي سفينةُ نوح (ع) بقرينة قوله تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ وهي السفينة، فهي تجري فوق مياه الطوفان بحفظ الله تعالى ورعايته، وهذا الحفظ...
إن التشبيه في قوله تعالى: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ تشبيه لخوض المنافقين بخوض الكفَّار الذين سبقوهم فمعنى ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ هو خضتم كالخوض الذي خاضوا فالاسم الموصول (الذي) جاء مفردًا لأنَّه...
ليس الأمر كما توهمه صاحب الشبهة فالسورة لم تكن بصدد تفسير الهمزة اللمزة بالجامع للمال وإنما هي بصدد تحديد من أفادت أن له الويل، فمفاد الآية أن الذي له الويل...
إنَّ الغاية -كما هو مقتضى الظهور- من قوله: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾ هو المبالغة في التشنيع على قوم شعيب، إذ إنَّ بخس المكيال والميزان وإنْ كان مشينًا وشنيعًا في نفسه لكنَّه...
والمتحصل مما ذكرناه أن المناسب لكون الآية بصدد البرهنة على بطلان معبودات المشركين والمناسب لصوغ الآية على نهج النفي والاستثناء المفيد للقصر والحصر مع الإلتفات إلى أن آلهة المشركين لا...
الآية المباركة تتحدث ظاهرا عن أن الله تعالى قد ألقى على كرسي سليمان جسدا وكان في ذلك امتحان لسليمان واختبار له، ويظهر من التعبير "بفتنا" أن هذا الاختبار وهذا الإبتلاء...
ليس في الآية المباركة دلالة على الدعوى المذكورة، فصاحب الإشكال قد بنى إشكاله على فهم خاطئ للآية، فالآية المباركة تتحدث عن البيوت غير المعدة للسكنى وإنما هي معدة لأغراض أخرى...
الآية المباركة بصدد بيان حكم ما يُباح وما يحرم على المحرم للحج أو العمرة من الصيد قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ...
التفسير للقرآن الكريم وكذلك الاجتهاد في الشريعة الإسلامية واحد من التخصصات التي يتوقف التوفر عليها على دراسة مستفيضة للعلوم المرتبطة بهذا التخصص كعلوم العربية النحو والصرف وعلم المعاني والبيان والبديع...
الخيانة في الآية الشريفة ليست بمعنى الزنى -والعياذ بالله- بل المراد من الخيانة هو الخيانة للأمانة بنقض العهد وإفشاء السر والمضادة للحق وما يكون في هذا السياق، وهذا المعنى هو...
أولا: لو فرضنا أن التعذيب للهدهد كان عقوبة غير مستحقة فيكون من الظلم الذي يتنزه عنه الأنبياء لعصمتهم فإن فيما صدر عن نبي الله سليمان(ع) لم يكن منافيا للعصمة فهو...
وتعارف بين العرب في الجاهلية –كما قيل– استعمال جملة "حجرا محجورا" أو ما يقاربها في مقام الإستعاذة، فإذا التقى أحدهم رجلا يخشاه على نفسه في الحرم أو في الأشهر الحرم...
المرادُ من قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً﴾ هو أنَّه تعالى أهلكهم بالصيحة فأصبحوا جُثثًا هامدة، فصار شأنُهم شأنُ الغُثاء والنفايات التي تكنسُها السيول إذا مرَّت من جهتها. ففي الآية استعارةٌ بحسب...
فليس المراد من قوله تعالى: ﴿وهم فيها لا يسمعون﴾ أنهم يفقدون في جهنم حاسة السمع بل المراد أن الأصوات التي تضج منها أجواء جهنم تصك الأسماع وتمنع من التمييز وتصيب...
فهذه الأوقات الثلاثة جرت العادة على أن يكون فيها الإنسان على هيئة لا يحب معها أو لا يليق معها أن يطلع عليه صغاره، لذلك ورد الأمر يتأديبهم على الإستئذان حتى...
والنتيجةُ من جهة ما تستهدفُه الآية واحدةُ، وهي التنبيه والإخبار عن العذاب الالهيِّ الذي وقع على قوم عاد بعد تمرُّدِهم على نبيِّ الله هود (ع) الذي بُعث إليهم من عند...
قرأ جمهورُ القرَّاء "عليه" في قوله تعالى: ﴿بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾ بالكسر وتفرَّد حفصُ بقراءة "عليه" في الآية الشريفة بالضم. والوجه في قراءة حفص هو أنَّ أصل الهاء في "عليه"...
التعالي هو الارتفاع والسمو، والجد في الآية بمعنى العظمة والجلال، تقول العرب: جد الرجل في عيني أي كبر وارتفع شأنه، ويقال: جد سلطان زيد أي عظم ملكه واتسع أو اشتد...
ليست الآية المباركة هي مستند الفقهاء في إيجاب الإخفات في صلاتي الظهر والعصر والجهر في الباقي بل مستندهم في ذلك هو الروايات الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) فقد...
وخلاصة القول: إنه ليس في الآيات ما يدل على ان العذاب الذي وقع على قوم لوط كان قد شمل غير المستحقين من الأطفال والمجانين وشبههم بل إن الآيات صريحة في...
المراد من نظرية تارخية النص الديني هو ان النص الديني كالقرآن الكريم حدث أو ظاهرة اجتماعية وقعت في حقبة زمنية محددة ورقعة مكانية محددة، لذلك لا يسعه إلا أن يكون...
لو ثبت وجودُ هذه الرواية فإنَّها لا تكونُ منافيةً لمفاد الآيةِ المباركة، فإنَّ الآيةَ وإنْ كانت ظاهرةً في أنَّ اللهَ تعالى أكرم الإنسان إلا أنَّ هذه الكرامة تسقطُ بامتهان الإنسانِ...
لا ريب أن زوجات النبي الكريم (ص) أمهات للمؤمنين وأنهن موضع للتقدير والإحترام إلا انه ليس في هذه الآية الشريفة دلالة على المدح لزوجات النبي (ص)، وأقصى ما تقتضيه دلالة...
الذي جاء بالصدق هم الأنبياء، جاءوا بالحقِّ والتوحيد والدينِ الخالصِ لله تعالى، والذي صدَّق به هم أتباعُ الأنبياء، فهؤلاء جميعاً هم المتَّقون، وعليه فالمرادُ من الإسم الموصول "الذي" في قوله...
الذي جاء بالصدق هم الأنبياء، جاءوا بالحقِّ والتوحيد والدينِ الخالصِ لله تعالى، والذي صدَّق به هم أتباعُ الأنبياء، فهؤلاء جميعاً هم المتَّقون، وعليه فالمرادُ من الإسم الموصول "الذي" في قوله...
معنى الآية هو أنَّه تعالى جعل جهنم للكافرين مَحبساً وسجناً، فكلمةُ حصير بناءً على ذلك وصفٌ لمقدَّرٍ وهو المكان، فجهنم قد جعلت مكاناً لحبس الكافرين وسجنهم، فكلمة حصير جاءت في...
المراد من السُحت في الآية هو الكسب المحرَّم، فالسُحتُ وصفٌ للمال المُكتَسب من الحرام كالرشوة والربا والسرقة، وقد ورد في آيةٍ أخرى التشنيع على اليهود لأكلِهم السُحت أي لأكلِهم المالَ...
ليس معنى: ﴿مُغَاضِبًاً﴾ في الآية أنَّ يُونُس قد غضبَ على قومِه حتى يصحَّ السؤال عن منشأ غضبِه عليهم، فكلمةُ مغاضِب اسمُ فاعلٍ مُنتسبٍ إلى يُونُس (ع) ومعنى ذلك أنَّه (ع)...
ذكر علماء اللغة لذلك وجوهاً عديدة أذكرُ منها أربعة: الوجه الأول: إنَّ كلمة قريب في الآية صفةٌ لموصوف مذكَّرٍ مقدَّر، فتقديرُ الآية هو إنَّ رحمة الله أمرٌ قريبٌ أو شيءٌ...
المتَّفق عليه بين المفسِّرين والمحدثين من الفريقين أنَّ آية المباهلة والآيات التي تتَّصل بها نزلت في وفد نصارى نجران، ونصارى نجران إنَّما وفدوا على رسول الله (ص) في المدينة في...
إنَّ المرادَ من هذه الرواياتِ هو بيانُ أنَّ عليَّاً (ع) هو أفضلُ من مُدحَ في القرآنِ بالذين آمنوا، فالخطابُ في القرآنِ بقولِه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ مدحٌ للمخاطَبين بأنَّهم آمنوا،...
﴿دَاخِرُون﴾ في الآية بمعنى أذلَّاء وصاغرين، فالداخرُ هو المُمتَهَنُ المُحتقَرُ الذليل بل قيل هو المُمعِنُ في المَذلَّة والصَغَارِ والهَوانِ. ويقال: دخره إذا أذلَّه، ودخر فلانٌ إذا أصابه ذُلٌّ وهَوان. ومفاد...
نعم، أورد القرآنُ الكريم اسم "اليَسع" في موضعين: الموضع الأول: في سورة الأنعام وهو قوله تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ فاسم اليَسع في الآية ورد في...
معنى ﴿أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾: هو ألهمني شكرَ نعمتِك، واجعلني مُولَعاً بشكرِ نعمتك، فطلبُ الإلهام بشُكرِ النعمة في الآية طلبٌ له بمرتبةِ الولَع والعشقِ والشوقِ المانعِ عن الانصراف عنه إلى...
قيل إنَّ الضمير في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ﴾ يعودُ على الإنفاق، وعليه يكونُ معنى الآية هو انَّ مَن يُنفقُ مالَه في وجوه البرِّ والإحسان بقصد التقرُّبِ إلى الله...
الدمُ هو آخر وأشدُّ ما أصاب قوم فرعون قبل الغرق: ثم انَّه وبعد نكثهم للعهد سلَّط اللهُ تعالى عليهم الدم، ولعلَّه كان أشدَّ عقوبةٍ أصابتهم قبل الغرق، فقد تحوَّل نهرُ...
والمقصودُ من الناقة هي ناقةُ صالحٍ (ع) والتي جعلها اللهُ تعالى معجزةً له لإثبات نبوَّتِه عند قومِه ثمود، فقد خلقَها الله تعالى ابتداءً أي دون تناسلٍ ودون أنْ تُحمَل في...
الضمير في قوله تعالى: ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾ من فضله عائدٌ على اللهِ جلَّ وعلا، والتقدير هو وما نقموا إلا أنْ أغناهم الله من فضلِه وأغناهم رسولُه من فضلِه، ويصحُّ لغة تثنية...
والمرادُ من الأمرِ بهجرِ الرجزِ هو الأمرُ بمفارقتِه وقطيعتِه، فهجرانُ الشيءِ يعني اجتنابَه ومفارقتَه وقطيعتَه، وكلُّ هجرانٍ بحسبِه، فهجرانُ البلد -مثلاً- هو مفارقتُها والتحوُّلُ منها إلى بلدٍ أخرى. كما وقع...
واستطرادا نقول إن من نافلة القول الحديث عن أن عليا (ع) هو أول من أسلم فان هذا بحث تعليمي وإلا فليس بين المبعث النبوي الشريف وإسلام علي (ع) فاصلة زمنية،...
وخلاصة الكلام إنَّ قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ لا يفرضُ على المؤمن لباساً خاصاً أو زيَّاً معيَّناً وإنَّما هو بصدد بيانِ الضابطة التي ينبغي أنْ يكون عليها اللباس، فالضابطةُ التي يُوصي...
والمرادُ من المدثِّر هو المشتملُ بشملةٍ أو المُلتحفُ بغطاءٍ يتدفأُ به استعداداً للنوم أو لأيِّ غايةٍ أخرى، وأصلُ المدثِّرِ هو المتدثِّرُ ولكن اُدغمت التاءُ في الدال فأصبحتِ المدثِّر. والمخاطَبُ بقوله...
الضميرُ في قوله: ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾ عائدٌ على الله جلَّ وعلا، والتقدير هو وما نقموا إلا أن أغناهم الله من فضله وأغناهم رسولُه من فضله، ويصحُّ لغة تثنية الضمير ليعود على...
العقل هو حجة من حجج الله تعالى على الإنسان، وبه يثاب الإنسان أو يعاقب، وله يتوجه الأمر والنهي، وبه يصح التكليف. تلك هي مكانة العقل في الإسلام كما أرشدنا أهل...
ليس في الآية المباركة دلالةٌ -ولو بنحو الإشعار- على نفي العصمة عن أهل البيت (ع) بل هي على إثبات العصمة لهم أدلُّ، وذلك لأنَّها قرَنت طاعتَهم بطاعة الله ورسوله (ص)...
وأما المدخل الذي يلج منه الشيطان وجنوده لإغواء الناس فهي مشاعر الأنسان والتي منها الشهوة وحب الذات والأماني والخوف والحزن والحب والبغض والغضب واليأس والرغبة، فمثل هذه المشاعر الكامنة في...
نعم يظهر ان صاحب الشبهة قد فقد صوابه لتمكن الخصومة المذهبية من قلبه أو انه لا يفهم معنى التواتر ولا يدرك قيمته العلمي، فلعله لا يدري ان العقلاء والمناطقة والأصوليون...
يتبين من ملاحظة سياق الآية المباركة أنَّ المراد من الغواية هي الغواية المستوجبة لاستحقاق العذاب في الآخرة، فبعد أنْ توعَّد ابليسُ عباد الله تعالى بالغواية والتزيين واستثنى المخلَصين منهم كان جواب...
يتَّضح الجواب بملاحظة سياق الآية المباركة فإنَّه يقتضي ظهورها في أنَّ ضمير الفاعل: ﴿لَّا يَتَكَلَّمُونَ﴾ ليس عائداً على خصوص الملائكة بل هو عائدٌ على جميع الخلق من الملائكة والإنس والجن...
فالآيتان السابقتان لهذه الآية تصدتا لبيان ان الله تعالى قد سلط سليمان على الجن، فكانوا يعملون بين يديه بإذن ربه وكل من يتمرد منهم على أوامره يكون جزاؤه العذاب، فكانوا...
الواضح من الشبهة المذكورة انَّ مثيرها لم يفهم مفاد الآية الشريفة ولم يُكلِّف نفسه الوقوف على سياقها الذي وقعت فيه أو انَّه تعمَّد الإيهام للوصول إلى نتائج يرغب في الوصول...
والمتحصَّل انَّ قوله تعالى: ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ كان في مقام النقل لما ادَّعاه إبليس، ومجرَّد نقل الدعوى لا يُعبِّر عن قبول الناقل بمؤدَّاها خصوصاً حين يكون الناقل خصماً للمدَّعي وكان في...
ان الآية بصدد الردع عن ظاهرة كانت سائدة في عدد من القبائل العربية قبل الإسلام، وهذه الظاهرة هي ان زوجة الميت تكون ضمن ما يرثه أولياؤه بعد موته، بمعنى انهم...
فالمرادُ من قوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ هو الأمرُ بأنْ يَقتل بعضُهم بعضاً، فيتصدَّى الذين لم يرتكبوا جريرة العبادة للعجل لقتل مَن عبدَوا العجل، وليس المرادُ من الآية هو أنْ يَقتلَ...
الآية التي تُشيرون إليها هي قوله تعالى: ﴿.. فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ والمراد من المُحصنات في هذه الآية هي الحرائر غير المتزوِّجات في مقابل...
وأما القَطِران فهو في استعمال العرب يُطلق مادةٌ صمغية لزجة تُفرزها شجرة يقال لها شجرة الأبهل، وهذه المادة سوداء ومنتنة وقابلة للِإشتعال السريع نظراً لدهنيتها، وهي ذات طبيعة حادَّة و...
السرابيل جمع سربال وهو القميص وهو يصدق على كلِّ ثوبٍ يكون لبسُه بنحو الدخول فيه سواءً كان يسترُ تمام البدن إلى أسفل الساقين أو كان يستر ما بين العنق إلى...
المراد من السور السبع الطوال هي سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الأنعام وسورة الأعراف، فهذه سور ست، والسورة السابعة من الطوال قيل هي سورة...
لم تكن السيدةُ مريم (ع) تعلم بهويَّة مَن فاجئها بالدخول عليها لأنَّه كان في صورة بشر، ولم يُعرِّف بعدُ لها عن نفسِه ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ ولهذا...
تُستعمل كلمة ﴿أَرَأَيْتَكُمْ﴾ في كلام العرب وُيراد منها أخبروني، فإذا قيل مثلاً: "أرأيتكم زيداً هل جاء من السفر" فمعناه أخبروني عن زيدٍ هل جاء من السفر، وكذلك حينما يقال: "أرأيتك...
لا ريبَ انَّ هارون النبيَّ (ع) الذي كان أخاً لموسى (ع) لم يكن أخاً لمريم (ع)، ولا يختلف أحدٌ في ذلك من المفسِّرين والمحدِّثين من الفريقين، فإنَّ بين مريم ابنة...
في قوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ قراءتان مشهورتان: القراءة الأولى: بفتح اللام في: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ قرأ بها نافع، وابن عامر، ويعقوب، والكسائي، وحفص، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم. والقراءة الثانية:...
فكون الشيء غريبا لا يعني استحالته، ومن ذلك يتضح ان امتداد عمر نوح (ع) إلى ألف سنة إلا خمسين عاما كما أخبر القرآن وإن كان مستغربا ولكنه ليس مستحيلا، فإن...
الهمَّاز كما يُعرِّفه اللغويون هو الكثير الوقوع في أعراض الناس والذي يكثر من إيقاع العيب فيهم، فهذا هو الذي يُنعت بالهمَّاز، وأصل هذه الكلمة من الهمْز الذي هو الدفع للشيء...
والمتحصَّل ممَّا ذكرناه أنَّه لو كان البناء هو اتَّحاد الواقعة التي أخبرت عنها كلٌّ من سورتي مريم وأل عمران فإنَّ نسبة المحادثة للملائكة تارةً ونسبتها للأمين جبرئيل (ع) تارةً أخرى...
تحرير موضوع الشبهة: نفى القرآنُ التبديل عن كلمات الله تعالى في آياتٍ أربع: الآية الأولى: وردت في سورة الأنعام وهي قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا...
ليس المرادُ من مثل قوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُم﴾ وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾، ليس المراد...
إنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ هو أنَّ كلَّ ذنبٍ أيَّاً كان خطرُه بما في ذلك الشرك بالله تعالى فإنَّه قابلٌ لأنْ...
صف المُبين في مثل قوله تعالى: ﴿وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ لا يتناول الحروف المقطَّعة التي تصدَّرت عدداً من سور القرآن، لأنَّ الحروف المقطَّعة ليس لها قابليَّة الإتصاف بوصف المُبين لذلك لا...
وبما ذكرناه من معنى التأويل يتضح ان إدراكه والإحاطة به مما لا يتاح لغير من أفاد هذه المعاني فهو الذي أورد هذه المعاني فهو إذن وحده الذي يعلم بملاكاتها ومناشئ...
والمتحصَّل أنَّ ملاحظة الآيات التي وقعت الآية مورد البحث في سياقها، وكذلك الملاحظة للغرض من سَوْق هذه الآيات يُنتج الوثوق التام بأنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿ولَه مَنْ فِي السَّماواتِ...
مغالطة واهية! هذه الشبهة لا تعدو المغالطة الواهية التي لم يُحسن صاحبُها الحَبْك في الصياغة لها، فهي قد بَنَتْ الحكم بالتناقض على فهمٍ للآية من سورة العنكبوت لا يُمكن حمله...
فتوهُّم أنَّ معنى قوله تعالى: ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ هو أنَّهم لا يستطيعون الكذب على الله يوم القيامة هو ما نشأت عنه دعوى التنافي، لكنَّ هذا الفهم للآية المباركة لا...
المعنى الأول: هو أنَّ المراد من الخبيثات هو خصوص الفاجرات الزانيات وليس مطلق السيئات، والمراد من الخبيثين هم الزناة من الرجال، والمُراد من الطيِّبات هو خصوص العفيفات عن الزنا من...